سلامٌ على بغدادَ
سلامٌ على بغدادَ... طالَ اكتِئابُها
وبالله دوماً صَبرُها واحتسِبــابُها
فمَا بالُ دارٍ ان لَهَجتَ بمَدحِها
سَيَعلو على الثَّغر البسَيم انتحِابها
لقد نَزلت فيها البَلايا فأصبحَت
لها كُلُّ عين لا يجف انسكابها
سل الناس عنها كيف غارت مياهها
ولم دفنت تحت التراب قبابها؟
ولو دجلة الخيرات ساحت بأرضها
يكون دموع الناحبين انسيابها
فهذي عهود لا تجود لأهلها
فزوراؤهم ضاقت عليهم رحابها
فكم من شعوب تدعى نسبا لها
وقد كان للعرب الكرام انتسابها
اتتها جموع الطامعين مديدة
وقد بان منها طلمها وكذبها
وطاف بها ابناء كل رذيلة
وهان عليهم نهبها واغتصابها
الا فابك يا " دار السلام" لعزة
يعز على دار الرشيد غيابها
سلام على بغداد ... تبقى عزيزة
افانيها .. انهارها.. شرابــــها
يذكرنا عهد الصبا بجمالها
بساتينها خضر وتزهو شعابها
سلام على بغداد .. لست بيائس
وان كان متكوبا عليها عذابها
واني على تلك العهود محافظ
اذا ما ابتلانا نايها واغترابها
فلا يبعدن الله ذكرى حبيبة
فطيبة كانت وطاب صحابها
اذا انعطفت مرتابة او تباعدت
فشتان عندي بعدها واقترابها
فما هي الا نكبة عمت الورى
وهل نكبة الا ويرجى ذهابها
فقولوا لمن يحمى الغزاة بيوتهم
سيجنى لظاها قادم ويهابهـا
سلام على بغداد .. كيف اعافها؟
فأغضابها يخشى ويخشى عتابها!
فصلوا على المختار من ال هاشم
سيعلن النصر المبين خطابها