محنة العراق الى اين؟
بقلم:ستار جبار
اربع سنوات ونحن لا زلنا نعيش ازمة بناء الدولة واربع سنوات لم نعبر نفق الموت المظلم ولم نحدد لحد الان بصورة نهائية هوية عدونا ومن يزرع العبوات ومن يحتضن القتلة ولماذا نتعامل مع الاحداث بفعل ورد فعل وليس على اساس برنامج واضح يقول الحقيقة ويتصدى لعنف الاشرار من باب ردع الدولة مستفيدين من قانون الطوارئ.
اربع سنوات ولم يحصل اي تقدم يذكر في ظل تخلف احزاب فاعلة تضم كل الاطياف العراقية واربع سنوات ووحدتنا كشعب مهددة وتتضاءل امكانية تجاوز المحنة.
هل ان المشكلة في الشعب وتركيبته الطائفية والقومية ام بالسياسيين ام بالاخوان الامريكان وابو ناجي؟ام المشكلة في المحاصصة الطائفية ام في من يعمقها ومن المسؤول عن الافتراق الحاصل بين مركز القيادة في بغداد والمحافظات وهل الديمقراطية لا تصلح لنا كشعب تعود على عنجرية الطغاة وحكم العسكر ولماذا عمقنا مفهوم الوزارة لتكون لوزيرها ولعائلته ولحزبه فقط وهل بدأنا نفقد احترامنا بين دول الجوار بعد ان اصبحنا مجرد دولة بالاسم...ومن يتحمل كل هذا الضياع في مفاهيم بناء الدولة الحديثة وهل لازلنا نعيش المراهقة السياسية ولا نعرف ابجديات العمل الرسمي الذي يؤدي بالنتيجة لتأسيس دولة يحكمها الدستور وتكون الحكومة سيدة القرار.
جاء العقيد القذافي الى جمال عبد الناصر في بداية نجاح الانقلاب في طرابلس طالبا منه ان يعينه قائدا للقوات العربية المشتركة ليزحف على اسرائيل ويلغيها من الخارطة مقابل ان يعلن الوحدة مع مصر وتكون ليبيا كلها تحت تصرفها ويكون زعيمها عبد الناصر..جمال الذي دفع ثمن الحروب الفارغة من اليمن حتى هزيمة حزيران في عام 1967 ربت على ظهر عقيد ليبيا قائلا :انت تذكرني بشبابي وتحتاج وقتا واسعا لتفهم كيف تدار الصراعات.المهم ان نحافظ الان على ليبيا موحدة.
عبد الناصر الذي دمر شعبه بحروب معدة في المطابخ الغربية اكتشف اخيرا وقبل مماته بأشهر ان المهم هو اعادة الثقة للمواطن المصري اولا وانه بدون هذا المواطن لا يستطيع حتى ان يبقي مصر موحدة..
نحن الان بصدد اعادة الثقة للمواطن العراقي اولا من خلال التاكيد بان العراق هو للجميع وان الطائفة والقومية يجب ان تذوبا وان الكل خاسر في لعبة الكراسي وبعكس ذلك فأن الحروب ستستمر في وطن غادره رجاله الحقيقيون.