كشفت شركة ياهو صاحبة أكبر بوابة انترنت في العالم النقاب عن خدمة جديدة تسمح للهاتف المحمول والتلفزيون بالتحكم في خدمات الانترنت بنفس طريقة اجهزة الكمبيوتر.
وقال تيري سيميل رئيس الشركة ان الخدمة الجديدة التي يتم تسويقها تحت مسمى "ياهو جو" Yahoo Go ستنتقل بالشركة الى بعد جديد خارج نطاق متصفح الانترنت الى الهواتف المحمولة وشاشات التلفزيون.
وقال سيميل خلال معرض الاجهزة الالكترونية الاستهلاكية في لاس فيجاس وهو أكبر تجمعات خاص بقطاع الالكترونيات في الولايات المتحدة "ان ربط الانترنت باي جهاز يمكنك تصوره" هو المرحلة التالية للانترنت. واضاف ان المستهلكين "يريدون تلك امكانية التنقل بالمعلومات أينما ذهبوا
وتشمل الخدمات الجديدة خدمتي "ياهو جو موبايل" yahoo go mobile و"ياهو جو تي.في" yahoo go TV.
وهناك منتج جديد هو "ياهو جو ديسك توب" yahoo go desktop الذي سيربط الهاتف والتلفزيون مرة اخرى باكثر الوسائل استخداما لخدمات ياهو الا وهي جهاز الكمبيوتر.
وخدمة الهواتف امتداد منطقي لجهود ياهو الرامية الى ان تصبح وسيلة عادية متاحة على شاشات الهواتف المحمولة بدلا من ان تكون متاحة فقط على هواتف معينة من خلال برامج تصفح الانترنت.
اما الخدمة الخاصة بالتلفزيون والتي تمثل طموحا أكبر بكثير وجهدا لا زال في مراحله الاولية فتستهدف المستهلكين الذين يشترون أجهزة تلفزيون متصلة بأجهزة كمبيوتر مع وسيلة دخول سريعة الى الانترنت.
وقال ماركو بويريس كبير نواب رئيس ياهو المسؤول عن المشروع قبل كلمة سيميل "نريد ان نتصل بالشاشات الثلاث في حياة (المستهلكين).. الهاتف المحمول الموجود دائما معك.. والشاشة الكبيرة (التلفزيون) وشاشة الكمبيوتر في مكتبك."
واضاف ان خدمة "ياهو جو" سيتم دمجها في الملايين من هواتف نوكيا التي تباع في انحاء العالم. وتعمل ياهو ايضا مع شركتي تشغيل الهواتف الامريكيتين ايه.تي.اند.تي وسينجيولار وايرليس.
وستتاح خدمة "ياهو جو موبايل" في الولايات المتحدة خلال الاسابيع القادمة.
وقالت متحدثة باسم ياهو ان نحو 10 دول أخرى من بينها بريطانيا والمانيا وفرنسا وسنغافورة والهند وماليزيا والفلبين واستراليا ستتبعها في الربع الاول من العام.
على صعيد مقارب تعتزم شركة "جوجل" إطلاق خدمة جديدة تمكن المستخدمين من البحث عن تسجيلات الفيديو وبرامج التلفزيون عبر الإنترنت وشرائها.
وقد أعلن ذلك لاري بيج، الشريك المؤسس للشركة المتخصصة في خدمات البحث عبر الإنترنت، في معرض المنتجات الإلكترونية في لاس فيجاس بالولايات المتحدة.
وبذلك تكون "جوجل" أحدث شركة تطبق فكرة بيع ملفات الفيديو عبر الإنترنت، وكانت شركة "أَبِل" رائدة هذه الفكرة بمتجرها الإلكتروني الذي يحمل عنوان "آي تونز".
وتشتد المنافسة في مجال تسويق الفيديو عبر الإنترنت الذي يشهد نموا مطردا.
كما دخلت شركات أخرى، مثل "مايكروسوفت" و"ياهو"، مجال توفير خدمات الفيديو عبر الإنترنت.
وكان أكثر الحديث في معرض المنتجات الإلكترونية في لاس فيجاس عن الأجهزة الإلكترونية من مختلف الأحجام والأشكال التي يمكن اتصالها بشبكة الإنترنت وتحميل ملفات الفيديو.
وكانت "جوجل" تقدم خدمة الفيديو مجانا عبر الإنترنت لمدة نحو عام. لكن هذه أول مرة ستمكن فيها المستخدمين من الحصول على خدمات مدفوعة الثمن.
وقال بيج معلنا عن متجر "جوجل" للفيديو: "إنه يمكن لأي فرد من بيع الفيديو. يمكن لمنتجي مواد الفيديو تحديد السعر الذي يريدون."
وستتاح نحو ثلاثة آلاف مادة للتأجير أو للتحميل ثم العرض عبر برنامج جديد من "جوجل" لتشغيل ملفات الفيديو.
وكجزء من الخدمة، أبرمت "جوجل" صفقة مع شبكة "سي بي إس" لتقديم بعض حلقاتها التلفزيونية الشهيرة مثل "تحقيق في مسرح الجريمة Crime Scene Investigation" في الولايات المتحدة نظير 1.99 دولار.
كما ستتيح "سي بي إس" إرشيفها من البرامج.
لكن تفاصيل حدود هذه الخدمة خارج الولايات المتحدة لا تزال غير واضحة. وقال بيج إنه يتوقع أن تتاح مواد مختلفة في بقاع مختلفة من العالم، وذلك وفقا لقضايا مثل حقوق النشر والتوزيع والبث.
وقال: "حقوق الفيديو معقدة بالفعل، لذا، وبصورة عامة، فسيشاهد مستخدمو كل دولة ملفات الفيديو المرخص بإتاحتها في تلك الدول".
وسيتمكن المستخدم من تحميل ملفات الفيديو سواء تلك التي تعمل على أجهزة الحاسبات التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز، أو تلك التي تعمل بنظام تشغيل ماكنتوش، إضافة إلى أجهزة بلاي ستيشن المحمولة التي تطورها شركة سوني وأجهزة آي بود التي تطورها شركة أبل.
وكانت شركة "أبل" أول من أقدم على خطوة الاتجاه نحو تحميل ملفات الفيديو من الإنترنت نظير أجر وذلك في العام الماضي عندما طرحت مشغل آي بود للفيديو، وعرضت مواد من شبكات "إيه بي سي"، و"إن بي سي" وغيرها، على موقع متجر "آي تونز" لبيع ملفات الفيديو عبر الإنترنت.
وتحاول شركتا جوجل وياهو الخروج عن نطاق برامج تصفح الإنترنت العادية في أجهزة الحاسبات الشخصية وعرض برامجها وخدماتها على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأجهزة.
وأعلنت شركة ياهو في المعرض عن برنامج مجاني سيسمح للمشاهدين باستخدام شاشة التلفزيون في البحث بين أكثر من مليون تسجيل فيديو.
كما تتطلع مايكروسوفت إلى التوسع نحو التلفزيون. وكشفت عن صفقة مع شركة "سكاي" لعرض محتويات خاصة بهذه الشبكة الفضائية البريطانية عبر برامج تشغيل ويندوز.
كما قدم بيج خدمة مجانية أطلق عليها اسم "حزمة جوجل Google pack" والتي تسمح للمستخدم بتحميل برمجيات من عدة شركات في ملف واحد.
وتشمل هذه الحزمة برامج من جوجل للبحث في محتويات الحاسب الشخصي Google desktop، والتراسل الفوري والحوار، والبحث عن الخرائط Google Earth، إضافة إلى برنامج فاير فوكس Firefox لتصفح الإنترنت وبرنامج شركة أدوبي Adobe لقراءة الملفات من نوع الوثائق المحمولة PDF وبرنامج نورتون Norton لمكافحة الفيروسات من تطوير شركة سيمانتيك Symantec.
وتقدم بيج بمناشدة لصانعي الأجزة الإلكترونية الصغيرة بالاتفاق على معايير موحدة مشتركة لكي تعمل الأجهزة بتوافق مع بعضها البعض ويمكن تشغيلها باستخدام مصدر قياسي للتيار الكهربائي.
من جانب آخر قال بيل جيتس، رئيس شركة مايكروسوفت، إن لديه خططا طموحة لكي يصبح نظام تشغيل "ويندوز" محور كل شئ يفعله الناس.
وكان جيتس يتحدث عشية افتتاح "معرض السلع الإلكترونية" في لاس فيجاس، وتحدث عن خطط مايكروسوفت لتعديل نفسها بما يتماشى مع أنماط الحياة في عثر الثورة الرقمية.
وقال جيتس: "أصبح المستهلكون يستخدمون عددا أكبر من الأجهزة المتصلة ببعضها البعض، والبرمجيات محور كل ذلك".
والموضوع الرئيسي الذي سيطرحه المعرض هو الانترنت وكيف يمكن للمستهلكين أن يتحكموا في الوسائط المتعددة وكيفية وتوقيت الاستماع إلى الموسيقى وقراءة الأخبار ومشاهدة التلفزيون.
وبينما كانت هذه الفكرة في الماضي مجرد فكرة، فإن الكثيرين يعتقدون أن التقنية قد نضجت بدرجة أصبح بالإمكان معها أن تتحول إلى حقيقة.
وضرب بيل جيتس مثالا على ذلك، بشاشة مسطحة تعمل باللمس توضع في المطبخ وتعرض تقارير تلفزيونية معدلة وفقا لرغبة المستخدم، وأحدث التقارير عن الاختناقات المرورية، وموقع أعضاء العائلة.
وقال جيتس: "هناك أشياء يفهمها الناس إذا جعلناها أبسط. هذه الأشياء يتعين أن تعمل بالتوافق مع الأجهزة المختلفة".
ويري بيل جيتس، ان المستقبل سيكون لنظام تشغيل ويندوز، الذي سيكون العمود الفقري الذي يربط الأجهزة والنظم المختلفة.
ويشكل ذلك تحولا في بؤرة اهتمام شرركة مايكروسوفت، التي كانت تركز في الماضي على الحاسبات الشخصية فقط