لست فضولية لكنني تعودت أن أفتش في وجوه الآخرين .....أستنطق ملامحهم السعيدة حينا .....اليائسة حينا .......المحبطة في معظم الأحيان
تعودت أن أفتش في وجه أبي عن حكايا لم يقلها لي يوما ..أتأمل خطوطه المتعبة وأتمنى لو استطعت أن أمحو الأثر الذي تركته السنون هناك
أدمنت النظر إليه حتى أخالني أستطيع أن أحدد عمر كل أثر تركه الزمن على وجهه الحبيب
بدأت حكاياتي مع الوجوه هناك .....عندما كنت أتأمل وجهه الحبيب ....ثم بعدها أمسكت نفسي متلبسة بتأمل وجوه المارة ....في كل وجه حكاية لايبوح إلا ببعضها ...لكنها آسرة وإن لم تمنح فضولي إلا نزرا يسيرا منها ...
أعشق الوجوه التي تعبر عن سنوات مرت بكل تفاصيلها ...لذلك لاتستوقف فضولي الوجوه الشابة ...لأنها عصية على البوح أو لاتملك الكثير مما يمكن أن تبوح به
وأعجب حقا ممن يمحي آثار السنوات عن وجهه ..كأني به يلغي عمرا لن يتكرر حتى لو زيف وجهه بحيث يبدو للآخرين وكأنه بلا ماض..مالشرخ الذي تحدثه جريمة كهذه بين قلب له تاريخ ووجه يبدو شابا كأنه ولد بالأمس القريب؟
هل يشعر هؤلاء بالغربة حين يصافحهم في المرآة وجه جديد ؟!!كم نحتاج لنتعرف على الآخرين من وجوههم ؟!وكم يحتاج هؤلاء للتعرف على وجه لايشبههم ولايشبه الآخرين؟
عندما أمسك نفسي متلبسة بتأمل الوجوه الغافلة عني أرى نظرة إنكار في مجتمع تعود أن نظرة الأنثى متهمة..فالأنثى لابد أن تغضي حياء عند رؤية أي رجل ..ولاأنكر عليهم ذلك رغم أن خجل الأنثى في بعض المواقف قد يمثل دعوة لمن يسيئ الفهم..لكنني أعجز عن لوم نفسي فأنا أدرك أن نظرتي للآخرين وسيلة لفهم الكثير مما قد لايسعفني العمر لفهمه..أؤمن أن تأمل الوجوه سبر لأغوار النفس..وقد لاأصل للحقيقة لكنني سأصل حتما لحقيقتي..
وأؤمن أنني لايمكن أن أعامل كأنثى أربع وعشرون ساعة يوميا..أفضل أن ينسى الآخرون ذلك ويعاملوني كإنسان..لذلك إن أمسكتم بي متلبسة بتأمل وجوهوكم فاعذروا فضولي الإنساني البحت لأن وجوه الرجال أسهل استنطاقا من وجوه النساء الغارقة تحت أطنان المكياج
منقول للامانه